
31/07/2025
متحف جاير أندرسون
كتبت/ هدير محمود ابراهيم
يقع متحف جاير أندرسون بيت الكريتلية بميدان" أحمد بن طولون" في حي السيدة "زينب" ويتكون من منزلين يرجع تاريخ إنشائهما للعصر العثماني.
نشأه جاير أندرسون:
ولد "جاير اندرسون" في بريطانيا عام (1881م) وعمل طبيباً في الجيش الأنجليزي وكان من بين الظباط الذين خدموا في الجيش الأنجليزي والجيش المصري في وادي النيل واستقر "اندرسون" بمصر التي عشقها من كل جوانحه منذ عام (1908م) واعتبر "اندرسون" مصر وطنه الثانيه فقد ذكر في مذاكرته المحفوظة بمتحف فيكتوريا والبرت بلندن أن مصر أحب الأرض الي قلبي لذلك لم افارقها لاني قضيت بها اسعد ايامي منذ مولدي وكان "اندرسون" مهتما بالآثار من العصور المختلفة وخصوصاً الفن الاسلامي حيث قام بتجميع مجموعات نادرة تعرض حالياً في المتحف .
طلب "جاير اندرسون" من لجنة حفظ الآثار العربية في عام (1935م) بطلب أستأجار المنزلين وأن يقوم بترميمهما وبتأسيسهما علي الطراز الإسلامي وان يعرض فيهما مجموعته الآثرية من مقتنيات أثرية قديمة وإسلامية فضلا عن مقتنياته التي ترجع إلي عصور وحضارات من بلدان مختلفة منها الهند والصين وتركيا وإيران وانجلترا ودمشق علي أن يصبح هذا الأثاث ومجموعته من الآثار ملكاً للشعب المصري بعد وفاته أو حين يغادر مصر نهائياً ويتم تحويل المنزلين لمتحف يحمل اسمه.
واحد من هذين المنزلين أنشأه الحاج "محمد بن سالم بن جلمام الجزار" عام (1041هجري/1631م) وقد عرف هذا المنزل بإسم الكريدلية وذلك نسبة الي آخر من سكنه و كانت سيدة ينتمي أصلها الي جزيزة كريت.
أما المنزل الآخر فقد أنشأه المعلم "عبدالقادر الحداد" عام (749هجري/1540م) وقد أطلق علي هذا المنزل فيما بعد اسم "آمنه بنت سالم" وذلك نسبه الي آخر من امتلكة .
وقد اتصل البيتان بعد ذلك ببعضهما من أعلي بقنطرة ساباط علي هيئه حجرة صغيرة مربعة هي حالياً الحجرة البيزنطية ثم أصبح يطلق عليهما تجاوزاً اسم متحف بيت الكرتدلية أو متحف "جاير اندرسون" ذلك علي البيتين معاً.
تبلغ المساحه الكلية لمتحف "جاير اندرسون" (4000م) ومساحه مبني المتحف (2000م) ويتكون المتحف من (29 قاعه) تتميز بأسقفها الخشبية المزينة بالزخارف النباتية و الهندسية.
من مظاهر الجمال المعماري للبيت النوافذ والمشربيات المصنوعة من الخشب الخرط والتي تزخرف الدارين من الخارج ويفصل المنزلين عن بعضهما طريق ضيق يعرف بأسم عطفة الجامع وينتهي الي سلم يؤدي الباب الشرقي للزيادة البحرية للجامع الطولوني ومن المظاهر الهامة في العمائر السكنية بمصر في القرنين (10,11هجري / 16,17م).
الإهتمام بزخرقتها من الداخل اما من الخارج فهي تكاد تكون خالية من الزخارف إلا من تلك المشربيات الخبشية الجميلة
فتظهر العمارة أشبه ما تكون بالحصن أو القلعة ولم يكتفوا بذلك بل حرصوا علي أن يكون لكل واحد حديقة متنفساً لأهلها.
اما المدخل الرئيسي لكل المنزلين فيلاحظ أنها بنيت بطريقة خاصة تتلائم مع التقاليد الشرقية وان كل مدخل لا يودي الي فناء الدار مباشرة بل يوصل الي رحبة مربعة اما اسقف الحجرات بالدار فقد حملت علي كتل خشبية سميكة تمتد بعرض السقف وتظهر في بعض القاعات ونقشت عليها زخارف بالألوان مختلفة والبعض بدون زخارف وكسيت معظم أرضية الحجرات ببلاطات من الحجر الجيري
قام "جاير اندرسون" بتأسيس الدارين بطريقة تقرب إلي الأذهان من حيث طرق معيشتهم أو كيفية قضاء أوقات فراغهم داخل الدور لما حفلت به من وسائل الراحة والتسلية والهدوء الجميل.
المرجع/
دراسه تحليلية للعمارة الداخلية والأثاث لبيت الكريدلية وأثرها علي التصميم الداخلي و الاثاث في المدن الجديدة لدكتور مصطفي محمد نبيل عبد السلام.
__________________________________________________________________________
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعي الأثري لترويج ودعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ ))
#مبادرة -حكاوي
#الموسم-السادس
#رحلة-الي -التاريخ -مع -ديوان-التاريخ