
27/06/2025
#الجزءـالثامن: لحظة الانكشاف
بعد مغادرة ليلى، ظل والد كريم واقفًا في مكانه ينظر إلى الظرف بين يديه، وملامح الحيرة تكسو وجهه. دخل إلى بيته بخطى بطيئة، جلس في صالونه القديم، فتح الظرف بعناية، فوجد فيه صورا لوثائق مالية، ونسخا من رسائل إلكترونية، ومقطعا قصيرا على مفتاح USB يحمل عنوانًا واحدًا:
"هذا ما أخفاه عنك ابنك."
مرت لحظات صمت طويلة قبل أن يهمس الشيخ لنفسه:
> "كريم... ماذا فعلت؟"
وفي تلك الأثناء، كانت ليلى تراقب البيت من سيارتها المركونة على بعد. لم تكن تتجسس، بل تنتظر لحظة الحقيقة. الهاتف يرن. المتصل: مريم.
مريم: "هل فعلتها؟"
ليلى: "نعم... أعطيته الظرف. الآن الكرة في ملعبه."
مريم: "هل تظنين أنه سيواجه ابنه؟"
ليلى: "لا أعلم، لكني أعرف أن هذا الرجل يملك ما يكفي من الشرف ليفعلها. لا أريد الانتقام بعد الآن... أريد أن يعرف والده من يكون فعلا."
وفي مساء اليوم ذاته، اتصل والد كريم بابنه:
> "نلتقي غدا في البيت، لوحدنا. هناك أمور يجب أن نعيد النظر فيها."
شعر كريم بانقباض في صدره، فقد عرف من نبرة والده أن هناك شيئا كبيرا سيقال... شيء لن يعود بعده كل شيء كما كان.