
20/05/2025
في ليلة سقط فيها النظام… بقي هو واقفاً كجبلٍ من الوفا
حين عمّت بعض الفوضى شوارع دمشق، وتسلل الدخان من بعض المباني، خاف كثيرون وهرب أكثر…
لكن في المتحف الوطني، وسط الخطر بقي رجل واحد عمره يقارب الستين لا يحمل سلاحاً إلا ضميره ولا يرفع شعاراً إلا حبّه لتراب بلده.
أغلق أبواب المتحف ووقف كالسدّ أمام أي لصّ أو محاول حرق وكأنّه يهمس في قلب العتمة:
"هذه آثار أجدادي، ومفتاح مستقبل أولادي… لن تمسّوها ما دمتُ حيّاً."
هذا الرجل اسمه محمود الخطيب، ويُعرف بلقبه المحبوب "أبو خليل".
لم يكن مجرد حارس مبنى… بل كان حارساً لذاكرة أمة.
كان مدركاً أن المتحف لا يحتوي حجارة صامتة بل يحمل قصص حضارات عمرها آلاف السنين:
أوغاريت، ماري، إبلا، تدمر، دمشق، الفينيقيون، الآراميون، الرومان، العرب… والكثير الكثير غيرهم
كل ذلك محفوظ في قاعات المتحف وكل قطعة داخله شهادة على أن سوريا ليست طارئة في الجغرافيا... بل أصل في التاريخ.
في لحظةٍ كان يمكن أن يقول فيها "شو دخلني" اختار أن يكون الجندي المجهول لحضارةٍ كان يمكن أن تُسرق أو تُحرق في دقائق.
لم يسعَ إلى كاميرا ولا إلى مكافأة ولا حتى إلى كلمة شكر.
كان يدرك أن البلدان التي تفرّط بإرثها، تفرّط بمستقبلها…
وأنه لا تعافي لأمّة تنسى تاريخها.
أبو خليل… أنت البطل الحقيقي في زمن اختلطت فيه المفاهيم،
أنت الصورة المشرقة في لحظة مظلمة،
وأنت الدرس الصامت لكل من نسي أن حبّ الوطن فعل، لا شعار.
من القلب وباسم كل من يعرف قيمة هذا الوطن…
تتقدّم مؤسسة تلاقي للسياحة والسفر بجزيل الشكر والعرفان للأستاذ محمود الخطيب (أبو خليل)
وتثمّن وقفته البطولية ووعيه العميق بمعنى أن تحمي وطناً من خلال الحفاظ على إرثه الحضاري.
شكراً لك… فقد حفظتَ التاريخ، وسيحفظك التاريخ.
وشكراً لـ وزارة الثقافة التي كرّمت هذا الرجل النبيل كما يليق بعطائه ووفائه.
كل الاحترام والتقدير… من القلب.
#دمشق
#سوريا
#شكرًا_أبو_خليل