07/08/2025
حالة الجزائر اليوم نشر للفساد بأنواعه والإعانة عليه، حيث تسلط الغريم وتملك اللئيم، اليوم نشهد ردة إعلامية وفسادا ممنهجا في بلاد عُرفت قديما بعلمائها الأفذاذ، علماء زواوة العظيمة، وفقهاء بني غبري وبجاية القديمة، تحولت بلادنا من شعاع العلم والمعرفة إلى نار وجحيم الرداءة على جميع الأصعدة.
لقد أطل اليوم علينا إعلام الدعاية المغرضة والأخبار الموجهة بقائمة معلبة ليتم فتحها وإخراج مافيها تدريجيا على حين غرة وغفلة من أهل البلاد النائمة، تلك البلدة التي كانت لا تنام إلا على وقع هجمات التحرير وخراطيش الجهاد، لقد كانت عصية على أعدائها لا يقدر على الوقيعة بها عدو كافر ولا منافق سافل ولا صوفي متمايل ولا شيعي عبيدي غاشم.
واليوم تسلط عليها بنو علمان بجميع صنوفهم بمعية الإخوان الذين يقومون بالتوقيع لهم على بياض.
وما كان هذا إلا بسرعة تقبل قلوب الغوغاء، واستعداد عقولهم لاحتواء جميع المزابل والأوساخ، ولولا هذا الانفتاح والجاهزية لكل خبيث لما كان ذلك الانتشار الرهيب للفسق والبدع بل وحتى الكفر.
ولقد جعلوا في كل فن من الفنون سواءا كان حلالا أو حراما، أشخاصا تم انتقاؤهم بعناية يريدون الوصول من خلالهم إلى أغراضهم العفنة، وذلك بفرضهم على المجتمع عن طريق الدعاية والإعلام وتسهيل نشر أعمالهم المشينة.
ففي مجال الأدب والكتابة يريدون فرض "أمين الزاوي" الذي عُرف باستهزاءاته المتكررة من الدين، و "بوجدرة" ذلك الملحد الذي حاولوا تلميع صورته بحكاية الجهاد ونشر الأدب الجزائري، رغم أنه أعلنها صراحة أنه لا يؤمن بالله ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، كافر بالله وإن زكاه إعلامهم.
وعند الكلام على الإعلام فإنك تجد بعض الرؤوس التي يريدون فرضها إما بواسطة نفس إعلامهم المتفوق ماديا والمنتشر في ربوع العالم أو عن طريق الإنترنت وتأثر الناس بها، كمثل بن ڨنة الجزائرية وحفيظ الدراجي في قطر الذان صعدا صعبا لا يطيقانه، ولطفي دوبل كانون إعلامي فرنسا المعادي للجزائر، الذي كان في أقصى اليسار وغناؤه للمخدرات والمعاكسات ليصير في أقصى اليسار من الجهة الأخرى في صف الإخوان ونهجهم يتكلم بالدين ويفتي فيه كإعلامي قدير بعد تحصله على التزكية من طرف قناتهم في الجزائر الشروق تيفي. ويا ليته بقي في طريق المعاصي والغناء فهو أسلم له مع الإعتقاد بحرمتها من طريق الإخوان الضالة، وكلاهما شر.
وفي بلادنا ما يقوم به الإعلامي طبيش من سفالة و"جياحة" لا نظير لها في غيرها من الدول، ما يدل على سرعة انتشار كل قبيح ورديء في الجزائر.
وأما إذا جئنا إلى التمثيل ورغم ما فيه من محرمات إلا أنهم أرادوا فرض ممثلين لا حياء عندهم ولا حشمة فضلا أن يكون لهم وقار وأخلاق، فأعانوا هؤلاء وروجوا لهم، ودائما الأوعية الخاوية تقبل كل شيء وإن كان تافها وقبيحا.
ومن أمثلة هذه العصابة الماجنة المدعو "محمد خساني" الذي لم يترك فجورا إلا اقترفه ولا فحشا في الكلام إلا تلفظ به، وهو أول من أدخل هذا النوع من الإنحلال في الأخلاق والوقاحة في الكلام والصلابة في الفسق إلى صفوف الممثلين فصار أغلب الممثلين يحاولون مجاراته فيها، و يتسابقون معه إلى الفوز بضحك الجمهور الذي يعتبر الوقود الرئيسي لهذه البذاءة الممنهجة.
وإذا انحرفت إلى مجال النشر على النت أو ما أسموه زورا بالتأثير فإنهم قد مكنوا لأمثال نوميديا وريفكا وغيرهما من ناشري الإنحلال الأخلاقي وبائعي نفوسهم للهوى والشيطان، وروجوا للمجانين وفاقدي العقول كزكروط وشوشع وصارت مادة خاما للضحك والتأثر.
وأما في مجال الفتوى والشرع وهي مربط الفرس، فإنهم قربوا كل سفيه وعرّفوا كل هابط، فهاهو شمس الدين البورمبي أو كما يعرف "حديدوان الفتوى" يجوب ويجول جميع القنوات رغم أن فتاويه فيها كل شيء إلا علما، وكل كلام إلا شرعا.
وإنه لم يتمكن هؤلاء الوقح إلا لتهيؤ العامة لقبول هذه النجاسات واستعداد قلوبهم للرضا بها.