
06/04/2025
"استفاقة بعد العيد"
صباحٌ يشبه الانتقال من حلم دافئ إلى أرض الواقع…
لا زالت الأرواح ترفرف في هواء الإجازة، والقلوب تمشي الهوينى، كأنها تخشى أن تودّع اللحظة الأخيرة من العيد.
في الطريق إلى العمل، كانت الوجوه تميل إلى الصمت، وكأنها تفتّش عن مفاتيحها المفقودة.
لكنني أعرف هذا الشعور… أعرفه جيدًا.
إنه ذلك الخيط الرفيع بين الكسل والراحة… بين أن أكون ممتنّة للهدوء، أو مستسلمة له.
تذكرتُ قول جدتي وهي تنفخ على كوب الشاي وتبتسم نصف ابتسامة:
> "اللي يعرف يستمتع بالراحة، لازم يعرف إزاي يرجع منها... الراحة مش نهاية، دي جسر. جسر يعبرك لأفضل نسخة منك."
حينها أدركت أن الاستفاقة بعد العيد ليست فقط عودة إلى العمل أو روتين الحياة،
بل هي عودة إلى الذات… بنسخة محدثة.
نسخة تجرّبت قليلاً بالسكينة، لكنها لا تكتفي بها.
نسخة اشتاقت للفعل، للحركة، وللصوت الذي يصدره القلب حين ينجز شيئًا بسيطًا لكنه صادق.
فكرت:
لماذا نعامل أجسادنا كأنها تحتاج عطلاً دائمًا؟
لماذا نخجل من النشاط ونضعه في خانة "الواجب" بدلًا من أن نمنحه اسمه الحقيقي: "الامتنان"؟
النشاط امتنان…
لجسد قادر، لعقل متيقظ، ليوم جديد، لهواء لا يزال يُستنشَق.
أمام المرآة، بدّلت نظرتي…
لم أعد أقول: "يجب أن أستيقظ"،
بل قلت: "أختار أن أبدأ من جديد".
خرجت من البيت وأنا أسمع خطايَ كما لم أسمعها من قبل.
كل خطوة كانت كأنها تقول: أنا هنا، أنا حاضرة، أنا مستعدة.
وقد علمتني الأيام أن البداية الحقيقية لا تأتي مع صوت المنبه، بل مع صوت داخلي…
همسة تقول لك:
انهضي… فالعالم لا يحتاج نسخة متعبة منك، بل يحتاجك حين تكونين على وعي بأنك قادرة.
د. إيمان الأمير