29/03/2024
شكرا وجدة الوطنية لمشاركتها هاته المعلومات القيمة
"جبل المحصر" عند مدخل واد الحيمر
جبل المحصر لم يرد ذكره في المصادر التاريخية، ووجدت به أدلة تؤكد أن الإنسان سكنه منذ عصور ما قبل التاريخ. قبالة الجبل توجد ثلاثة كهوف وجدت بها أدوات ترجع إلى العصر الحجري الجديد، كما عثر بالجبل على نقود رومانية تعود إلى سنة 14 قبل الميلاد والقرن الرابع.
كذلك توجد بالجبل آثار للقصبة وسور في الجهة الشمالية الغربية، يرجع بناؤها إلى القرن 12 أو 13م.
وباعتبار أن الجبل لم يرد ذكره بهذا الاسم في المصادر التاريخية، فلقد قام بعض الباحثين بمحاولات لحل هذا اللغز، فذكر "ج.صامويل" بمجلة "جمعية تاريخ المغرب" عدد 4-5 سنة 1972-1973، بعد دراسته لنصوص "صالوست" في كتابه "حرب يوغرطة" بأن جبل المحصر يمكن أن يكون المكان الذي حوصر فيه يوغرطة من طرف "ماريوس" القائد الروماني (146 ق.م). ويسند في ذلك الوصف صالوست للمكان المحاصر: جبل يقع على مرحلتين من ملوية، و يمكن الوصول إليه إلا من جهة واحدة ووجود عين بالجبل، وكلها أوصاف تنطبق على جبل المحصر.
أما القصبة والسور فيرجعان إلى العصر الإسلامي. ومع ذلك فاسم الجبل لم يورد ذكره في كتب التاريخ، إلا أن ج.صامويل في دراسته يشير إلى اكتشاف بقايا ترجع إلى القرن 12م أو 13م؛ أي في عهد الدولة الموحدية أو في فترة الصراع بين المرينيين ولعبد الواديين، حيث كانت منطقة وجدة مسرحا لهذا الصراع.
والمصادر التاريخية لا تذكر جبل المحصر، وإنما جبل "تامزردكت" وابن خلدون يضع هذا الجبل جنوب وجدة. كما أن الناصري في كتابه "الاستقصا" يحدد بدوره موقع جبل "تامزردكت" جنوب وجدة. وعبد الله عنان في كتابه "عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس" يحدد وقوعه في نفس المكان.
فحسب هذه المصادر وخاصة وصف ابن خلدون للجبل وكذلك دراسة ج.صامويل، فجبل المحصر هو جبل "تامزردكت" الذي شهد مقتل الخليفة السعيد الموحدي أثناء محاصرته ليغموراسن بن زيان في جبل "تامزردكت" سنة (645ﻫ – 1248م).
بعد هذا القرن يختفي ذكر الجبل إلا أن "مارمول" يقول إن الأتراك بعد احتلالهم المغرب الأوسط، وضعوا حامية بجبل "تامزردكت".
أما في العصور الحديثة، فحسب "فوانو" في كتابه "وجدة والعمالة" فإن جبل المحصر كان ملجأ لقبيلة "بني يعلى" التي تركته سنة 1307ﻫ – 1888م تحت ضغط قبيلة "لمهاية".
✍️ ذ.مصطفى عبد المومني
مجلة تاريخ المغرب-وجدة
العدد الأول السنة: 1978م – 1399ﻫ