
05/07/2025
ما يميز بلدان شرق آسيا لا تفتح قلبها للعابرين على عجل، ولا تبيع أسرارها لمن يكتفي بالنظر من خلف زجاج الحافلة أو نافذة الفندق. هنا كل شيء ينتظر أن تقترب منه أنت، أن تلمسه بعينيك، وتسمعه بأذنيك، وتعيشه بقلبك.
في الأزقة الضيقة لمدن فيتنام، وبين شرفات كيوتو الخشبية، وفي الأسواق القديمة في تايبيه، هناك قصص لا تُروى إلا لمن يجلس قليلًا، ويصغي طويلًا. قد تمر بجانب مسجد صغير لا يلفت انتباه أحد، لكنه يحمل في جدرانه حكايات مئات السنين، وأنت وحدك من يقرر إن كان سيبوح لك بها أم لا.
السفر في شرق آسيا ليس سباقًا مع الزمن. من يستعجل هنا، يعود وفي حقيبته صور جميلة، لكن قلبه يبقى كما هو.
أما من يمنح نفسه فرصة التأمل، سيكتشف أن هذه الأرض تعطيك أكثر مما كنت تبحث عنه: إحساس غريب بالسكينة، ودهشة دافئة، واكتشافات صغيرة عن نفسك لم تكن تعرفها من قبل.
ربما أجمل ما في شرق آسيا أنها لا تُشبع فضولك فقط عن العالم، بل تفتح لك نافذة على أعماقك. أنت لا تلتقط صورًا هنا بقدر ما تلتقط لحظات صافية، وتحتفظ بها في مكان لا تصل إليه الكاميرات.
إذا أردت أن تعرف سر هذه المنطقة، امشِ ببطء، تحدث مع الغرباء، جرب طعام الشارع، واسمح لنفسك أن تضيع قليلًا. ستعود وأنت تحمل في داخلك شيئًا لا تستطيع وصفه، لكنه سيبقى معك طويلًا.